ردّاً على احتجاز "مادلين".. تدشين "أسطول الألف" لكسر الحصار البحري عن غزة
ردّاً على احتجاز "مادلين".. تدشين "أسطول الألف" لكسر الحصار البحري عن غزة
أعلنت منظمات مجتمع مدني ماليزية، السبت، عزمها إطلاق أكبر مبادرة بحرية إنسانية لفك الحصار المفروض على قطاع غزة، تحت عنوان "أسطول الألف"، وذلك بعد أيام من استيلاء القوات الإسرائيلية على سفينة الإغاثة "مادلين" خلال إبحارها في المياه الدولية نحو السواحل الفلسطينية المحاصرة.
وأكد رئيس مجلس تنسيق المنظمات الإسلامية الماليزية، الناشط عزمي عبد الحميد، في تصريح نقلته وسائل إعلام محلية، أن المبادرة تلقى دعمًا متزايدًا من منظمات وهيئات إنسانية حول العالم، مشيرًا إلى نتائج "مشجعة للغاية" لاتصالات أُجريت مع شركاء دوليين من آسيا، وأوروبا، وإفريقيا، استعدادًا لتسيير أسطول مكوّن من ألف سفينة.
وقال عبد الحميد: "نعمل على بناء تحالف إنساني واسع لمواجهة الانتهاكات الصارخة التي يمثلها الحصار المفروض على غزة. هذه المبادرة تمثل صوت الضمير العالمي، وتستند إلى القانون البحري الدولي، والحق المشروع في الإغاثة الإنسانية".
مظلة القانون الدولي
أوضح القائمون على المبادرة أن "أسطول الألف" سيحمل مساعدات طبية وغذائية عاجلة إلى سكان قطاع غزة، وسيتم تسييره بشكل سلمي وتحت إشراف مراقبين مستقلين وفرق إعلامية دولية لضمان الشفافية وتوثيق أي اعتداءات محتملة خلال الرحلة.
ويؤكد المنظمون أن تحركهم لا يهدف إلى المواجهة، بل لإيصال رسالة إنسانية وأخلاقية إلى المجتمع الدولي، ولفت الأنظار إلى الواقع المأساوي في غزة، حيث يعيش أكثر من 2.3 مليون إنسان تحت حصار خانق منذ أكثر من 17 عامًا.
جاء الإعلان عن "أسطول الألف" بعد أيام من حادثة استيلاء الجيش الإسرائيلي على سفينة الإغاثة "مادلين"، في سابقة أثارت موجة إدانات دولية.
وكانت السفينة، التي أبحرت في إطار تحرك مدني دولي، تحمل مساعدات إنسانية ومجموعة من النشطاء، بينهم الناشطة البيئية السويدية غريتا تونبرغ.
ووفق مصادر مطلعة، فإن عملية احتجاز السفينة وقعت في المياه الدولية، ما اعتُبر انتهاكًا للقانون الدولي وخرقًا صريحًا لحرية الملاحة، وهو ما زاد من وتيرة التحركات الحقوقية الرامية إلى فضح سياسة العقاب الجماعي التي تُمارسها إسرائيل ضد سكان غزة.
استلهام لروح "أسطول الحرية"
تستند المبادرة الحالية إلى تجربة "أسطول الحرية" الذي أبحر عام 2010 لكسر الحصار البحري عن غزة، وانتهى بهجوم دامٍ نفذته وحدة "الكوماندوس" الإسرائيلية على سفينة "مافي مرمرة"، ما أدى إلى مقتل 10 نشطاء أتراك وجرح العشرات، وأثار حينها أزمة دبلوماسية واسعة النطاق.
لكن "أسطول الألف"، بحسب المنظمين، سيكون مختلفًا من حيث الحجم والتنوع الدولي والمظلة القانونية، ما يُضفي عليه زخمًا غير مسبوق، ويُعوّل عليه لإحداث تغيير في المواقف الدولية تجاه الحصار المفروض على القطاع.
وختم عزمي عبد الحميد حديثه بالقول: "ندعو جميع شعوب العالم للانضمام إلى هذه المبادرة، إعلاميًا، وميدانيًا، ودبلوماسيًا. لم يعد السكوت مقبولًا أمام مأساة غزة، والحصار الذي يُفاقم المعاناة الإنسانية يومًا بعد يوم".